إن تعديل الخط يصاحبه تعديل في الشخصية، ويمكننا أن نصل إلى مرحلة التوازن في شخصية معينة عن طريق تعليمها الكتابة بطريقة معينة، وهذه النظرية تستخدم الآن مع الأطفال لتعديل سلوكهم نحو الأفضل.
والمرأة أكثر قدرة من الرجل على فهم الإشارات غير اللفظية في علم الاتصالات الإنسانية لطبيعة تكوينها النفسي والروحي وارتفاع درجة البصيرة عندها.
تبين للخبراء أن هناك أنواع من الأمراض تظهر في شكل بعض الحروف، وقد تظهر في الخطوط في وقت مبكر من ظهور باقي الأعراض ولوحظ أن مرض تصلب الشرايين مثلا يؤثر في الخط حيث يبدأ الشخص بكتابة الحروف كبيرة ثم تتضاءل تباعا كمؤشر على فقدان الطاقة أو ضعف التحكم في الأعصاب.
التوقيع في طبيعته وجوهره هو كتابة اسم الإنسان بطريقة خاصة تعطيه قدر كبير من الحرية في التعبير بعيدة أحيانا عن التراكيب الأساسية والتي تعلمها كتابة الخط، فالتوقيع لا يخرج في بنيته عن فن الكتابة.
التوقيع مصدر وجمعه تواقيع وهو كتابة اسم الشخص في نهاية الكتاب بعد الفراغ منه بطريقة خاصة.
فما ينطبق على أشكال الحروف وميلها وقوة الضغط… إلخ، كل ذلك ينطبق تماما على التوقيع، وأحيانا تكون هناك بعض العوامل لا نستطيع استخراجها من الخط ولكن يمكننا ذلك عن طريق التوقيع، لذلك مهما حاول الإنسان تغيير خطه (مثلا) لإخفاء شيء ماعن محلل الشخصية من خلال الخط، فإن ذلك يظهر في توقيعه.
ومن العوامل المؤثرة في اختلاف الخطوط والتوقيع الصحة والمرض مما لا شك فيه أن خط الشخص السليم ليس كخط الشخص المريض، فإذا كان الشخص صحيح البدن عارفا بقواعد الخط تشابهت رسوم حروفه ومعالها وأساليب اتصالها وتناسبت أوضاعها في تشابه تظهر معه سهولة حركة اليد، أما إذا كان مريضا اضطرب خطه وظهرت فيه رعشات عميقة أو خفيفة، وقد يكون الشخص صحيح البدن ومع ذلك تظهر الرعشة في حركات أصابعه حين الكتابة وتبدو في خطه أدلة الاضطراب، ويرجع ذلك إلى أنه يكون أثناء ممارسته مهنة عضلية كالحدادة أو أن يكون خائفا أو منفعلا باضطراب، كما إن لكبر السن أثره في رعشة اليد وهي تكتب وتنعكس بدورها على شكل الخط
ووضع الكاتب وقت الكتابة من المصادفات التي قد تطرأ فيكون لها أثر على شكل الخط وضع الكاتب بالنسبة لما يكتب، فقد يجد الإنسان نفسه مضطرا إلى التوقيع على ورقة يحملها شخص آخر، أو يكتب وهو يسند الورقة على يده اليسرى، أو يجلس القرفصاء ليكتب أو يكون راكبا دابة أو سيارة أو قطار وتجبره الظروف على الكتابة فيبدو خطه مضطرب مهتز به رعشات غير متساوية.
كما ان وضع الورقة وقت الكتابة تعد من العوامل المؤثره قد تكون الورقة موضوعة على سطح لين فيضطر الشخص إلى تخفيف الضغط على الحروف، وقد يكتب على سطح غير مستو فتبدو في خطة التواءات وكل هذا من عوامل اختلاف الخطوط ولكنه اختلاف تبدو فيه السمات الأصلية لخط الكاتب بحيث لا ييتعذر على المحلل إدراكها.
والسرعة في الكتابة قد يضطر الإنسان إلى الكتابة بسرعة أكبر مما ألفت يده وإن هذه السرعة تؤثر في مجال اليد فيكون متسعة، كذلك تؤثر في شكل الحروف والزوايا والتجاويف بحيث يغيب عليها الاستقامة وجانبها العميق الذي يجب ان تكون.
لقراءة المقال في جريدة الدستور