الأثر الذي تركته ثقافة المجتمع العربي بكل مضامينها الاجتماعية والدينية على النساء العربيات واضح ولا يمكن الشك في قوّته و تماسكه على مدى قرون متتالية رغم أن الوقت فند الكثير من محتويات هذا الإرث الثقافي الثقيل على المرأة، ولا شك أنّ الأثر السيكولوجي لهذا الإرث الثقافي على المرأة هو العامل الأقوى الذي ضمن هذه الاستمرارية حتى في ما أثبت مرور الوقت عدم صحته من مفاهيم و تقاليد فيها اعتداء واضح و صريح على أبسط حقوق المرأة كإنسان بشكل عام.
يتجلى الأثر السيكولوجي بقناعة كثير من النساء العربيات داخليّا بتفوق الرجال كجنس بشري على النساء فهذا ما بدى جليّا من خلال لقاءات و نشاطات و جلسات نقاشية خضناها كمؤسسة تُعنى بحقوق المرأة في مناطق مختلفة، فهناك نسبة كبيرة من النساء مقتنعات بأنه من الطبيعي ابتذال المرأة و الحد من حقوقها و تفضيل الرجل عليها وهذا ما يرفضه العالم الحديث الذي انتبه إلى الظلم التاريخي الذي تعرضت له النساء سواء في الثقافة العربية أو الغربية لكن الغرب استدرك المشكلة وانتبه لها منذ زمن طويل و قطع أشواط كبيرة في هذا المجال، أما أغلب المجتمعات العربية فلا يتعدى هذا السعي لإنصاف المرأة حد البهرجة الإعلامية والتمثيل. التاريخ يُثبت أنّ التطور المعرفي والثقافي لأي مجتمع بشري لا يكون إلاّ بالمساواة الفعلية بين الناس جميعا ونأسف أن تكون المساواة مطلب النساء في مجتمعاتنا ونحن على مشارف العام ٢٠٢٠ ولكن كما تقول الحكمة : أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا.