يمكن تصنيف العوامل المكونة للشخصية إلى ثلاثة عوامل هي الجسد لغة أخرى للكاريزما وهي كل ما يتعلق بنمو جسم الإنسان عموما وحالته الصحية العامة وتميز في هذه المجموعة الرئيسية من العوامل بين صفتين الصفة العامة للحالة الجسمية مثل النمو الجسمي الطبيعي العام والصحة العامة والمقاومة ضد الأمراض والصفة الخاصة لجسم الإنسان ، كأن يكون مميزة بالطول أو القصروالبدانة أو النحافة أو تميزه بعاهة من العاهات أونقص ظاهر أو خفي. اما النفسية بلاغة الكاريزما هي ما يصطلح عليها الباحثون النفسيون بالتكوين النفسي وظواهرها في الواقع تشكل جوهر دراسة العلوم النفسية.
ويمكننا التمييز بين مجموعتين من العوامل الأساسية في هذا المجال المجموعة الأولى وتتضمن الوظائف العقلية كالذكاء أو القدرات العقلية الخاصة كالقدرة اللغوية والقدرة الحسابية والقدرة العلمية
القدرة الفنية، والعمليات العقلية العليا كالتصور والتخيل والتذكروالمهارات العقلية المكتسبة التي تكتسب من خلال عمليات التعلم المباشر وغير المباشر.
والمجموعة الثانية وتتضمن الجانب المزاجي من الشخصية وتشمل أساليب النشاط الانفعالي والنزعي التي تتعلق بالوجدان وليس بالعوامل المعرفية، وهي توجه بإرادة الإنسان وليس بالمهارات المختلفة ومزاج الإنسان يشمل دوافع فطرية وأخرى مكتسبة بعضها عام والبعض الآخر خاص كما أن بعضها شعوري يدركه الإنسان بوعيه وآخر لا شعوري يستتر في أعماق العقل الباطن.
وهي لذلك تكون مزيجا من عواطف الإنسان وميوله ودوافعه السلوكية سواء ما اصطلح عليها بالميول أو الحاجات، كذلك دوافع الإنسان اللاشعورية کالعقد النفسية التي تظهر في سلوك الإنسان دون وعي منه وإرادة.
وهذه المجموعة من العوامل تتبلور حول صفتين رئيستين صفة الانفعالية أو مانعني به الاستعداد العام للانفعال عند الإنسان والاتجاه الخلقي العام لدى الإنسان.
اما مستلزمات التحرك الميداني نقصد بها تلك التي تتوقف على البيئة التي يعيش فيها الإنسان ونميز فيها بين مجموعتين من العوامل وتتعلق بالظروف الاجتماعية داخل البيت وهي ذات قيمة كبرى في شخصية الإنسان، فالبيئة البيتية الصالحة قادرة على إنتاج أطفال أصحاء نفسيا، ومتماسكين في شخصياتهم.
وتعد الحال من هذا الجانب طبيعية إذا كان مستوى الأسرة الاقتصادي فوق خط الحاجة بحيث تكون مواردها كافية لسد حاجاتها الأساسية من غذاء وكساء ومأوى ورعاية صحية، وتعليم.
ونعني كذلك أن تكون الأسرة مكونة من أب وأم وأولادهما المنجبين من زواجهما ويعيشون جميعا في بيت واحد وفي حالة اختلال هذا الوضع السبب من الأسباب تعتبر الظروف غير طبيعية كأن يشرف على الأطفال زوجة الأب أو زوج الأم أو أحد الأقرباء أو يعيشون في دار للحضانة.
ودون تباين الطريقة التي يسلكها الوالدان في البيت في معاملة أبنائهم، فقد يكون التفاعل يتسم بالتسامح والتساهل أو يتميز بالعنف والتعنت أو جامعة بين الاثنين بطريقة متناقضة.
والأسرة غير الصالحة والمصابة بنوع من الانحراف الأخلاقي أو الشذوذ السلوكي لا تصلح لتربية الأطفال، فالأم أو الأب أو كلاهما في حالة خروجهما على المبادىء الأخلاقية يسببون للأبناء انحرافا مماثلا في الغالب.
لقراءة المقال في جريدة الدستور