إن فكرة المرأة القائد بحد ذاتها فكره تحفها الكثير من المحددات و تتسم بالكثير من الخصائص ايضاً، حيث أن القيادة النسوية عمل شاق وفيه تحدٍ للنساء القياديات و لا سيما أن التنافس بطبيعته «جندري»، إلا أنه يستلزم استخدام العديد من المهارات والتقنيات و لا سيما بعض الخصائص البيولوجية التي تنعكس بالتدريب و الممارسة الى مهارات نستطيع أن نسميها مهارات بيولوجية، و باستخدامها كونها نتاج بيولوجي تنفرد و تتميز به عن الرجل، ظهرت الحاجة لوجود المرأة القائد في العديد من المنظمات و استطاعت أن تثبت وجودها و تفردها في سوق و اقت?اد شديد التنافس و التغيير، إلا أن هناك تحديات و حواجز غير مرئية تسمى بالسقف الزجاجي و تجابه جميع مكونات القيادة الحقيقية للمرأة.

و بإسقاط العلم الإجرائي لفكرة الخصائص البيولوجية للقيادات النسوية، نجد أنه اجتماع أهم ثلاث مكونات لجوهر القيادة الحقيقية الموثوقة للمرأة (Authentic Leadership) في وعاء مهاراي يتصف بالتفرد و التميز عن الجنس الآخر (القادة الذكور) ليُعَنْون هذا التميز الجندري بالمهارات البيولوجية، و هذه المكونات هي المهارات البيولوجية للقيادات النسوية، رأس المال النفسي، قوة الخبرة.

إضافة الى جميع المعيقات و التحديات التي تواجه المرأة القائد، إلا أن المكونات الثلاث للقيادة الحقيقية للمرأة تصطدم بالسقف الزجاجي و الذي يعرف بأنه الحاجز غير المرئي و الحقيقي و الذي يحول دون وصول المرأة الى المواقع القيادية و الإدارية العليا، و يتضح ذلك أثناء محاولة المرأة النهوض و الرفع من سوية الإمكانيات والقدرات و المواصفات الوظيفية في تلبية متطلبات شغل تلك المواقع القيادية و الإدارية العليا، إلا أن المرأة قد أثبتت قدرتها على كسر السقف الزجاجي و تجاوزه باعتباره إحدى أهم المعيقات و ذلك من خلال تفردها في ا?سلوك التعاوني و الأسلوب الديمقراطي الممزوجان بالاهتمام و الرحمة.

و بالنظر الى الخصائص البيولوجية للقيادات النسائية نجد أنها مجموعة من الخصائص البيولوجية التي تتصف بها المرأة متفردة بها عن الرجل إما بالكم او النوع في مجال القيادة، و التي تمتاز ايضاً بعد التدريب و الممارسة في بيئة حقيقية بتحولها لهذا النوع من المهارات الذي أصبح محط أنظار كبرى المنظمات و المؤسسات العالمية، و تهدف الى اتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم أهداف المنظمة بأقل وقت و جهد و تكلفة ممكنة وبأعلى مستويات التعاون والألفة عن طريق الاستثمار القوي في العاملين بالمنظمة، إلا انه و بعد اجتياز جميع التحديات لا ?زال السقف الزجاجي عائق غير مرئي أمام تلك الخصائص البيولوجية.

و يعتبر السقف الزجاجي من أهم و أكثر التحديات التي تواجه المرأة القائد و خاصة في مكون رأس المال النفسي و الذي يعبر عن قدرة المرأة القائد على توليد معلومات قابلة للتطبيق في بيئة العمل، لخلق منظمة ملائمة تلبي متطلبات العصر بالإضافة الى المعلومات المتعلقة بالمهارات القيادية لعمل تغيير ضروري لدى الأفراد في تحقيق الازدهار وتحقيق إمكانيات فريدة من نوعها في بيئة العمل تتميز بها عن الرجل في الكم أو النوع.

و جميع القياديات عبر سنوات الخبرة و النضال الطويل يدركن بإمعان التأثير الواضح للسقف الزجاجي على قوة الخبرة المكون الثالث للقيادة النسوية الحقيقية حيث تعتبر قوة الخبرة هي قوة المرأة المستمدة من القوة التنظيمية للمنظمة، و التي تمكنها من استثمار أمثل لإمكانيات و موارد المنظمة من اجل تحقيق الأهداف في بيئات عمل نموذجية أو التأثير في الآخرين لتحديد سلوكهم لخدمة الأهداف و بيان اتجاه العمل المستقبلي.

لقراءة المقال في جريدة الرأي