الخريطة ليست المنطقة، ظاهرة فلسفية تتجلى في مواجهة هذا الوباء الجديد – فيروس كورونا المستجد – تجسدها الدولة الأردنية ملكاً وحكومة وشعباً، هذا الفيروس الذي صنف مؤخراً عدواً للبشرية، حيث يمثل تهديداً غير مسبوق ولكنه يمنح أيضاً فرصة غير مسبوقة لكي نحتشد ضد عدو مشترك، ضد عدو البشرية، وهنا تظهر الصورة الأردنية بشكل جلي.

إنه لمن دواعي الغرابة أن تجد شعباً يفرح لإعلان العمل بقانون الدفاع، وهذا بنفس الوقت ليس بغريب لأن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يقود المرحلة، فلا يوجد على وجه الأرض قائد أو حاكم أو ملك يعلن العمل بقانون الدفاع مع الحرص على الملكيات الفردية والحريات، فيقول سيد البلاد: أوجه الحكومة بأن يكون تطبيق قانون الدفاع في أضيق نطاق ممكن، وبما لا يمس حقوق الأردنيين السياسية والمدنية، ويحافظ عليها، ويحمي الحريات العامة والحق في التعبير التي كفلها الدستور، كما ونضيف إلى ثقة الشعب المطلقة بقيادته الهاشمية عشق الأردنيين لحملة الشعار، فكانوا وما زالوا على عمر الدولة الأردنية يديرون كل مرحلة باقتدار يمتزج بعشق لهذا الثرى الأردني الطاهر.

نتفق جميعاً أن العالم كله لا يزال بالمرحلة الأولى من إدارة الأزمة وهي التعرف على سلوك الفيروس واستجابة الشعوب والأنظمة له والبحث عن علاج ضمن محاولات محدودة ومشتتة، وقلة من الدول التي تعدت المرحلة الأولى الى احتواء الاضرار الناتجة عن الأزمة كمرحلة ثانية مثل الدعم المقدم للمواطنين وبعض القطاعات المتأثرة كأميركا وكندا، فالمشكلة القادمة اقتصادية مالية بحتة، وهنا يظهر المثال الأردني كأنموذج حي يضع الجميع خلفه من حيث التدابير والاجراءات والدعم المقدم رغم كل الصعوبات المالية والاقتصادية التي يعيشها الأردن، فيظهر وزير المالية على شاشة المملكة ليجيب عن سؤال المذيع حول تكلفة وباء الكورونا على الدولة الأردنية، بأن التكلفة ستة وخمسون مواطناً عزيزاً علينا والأمور المالية ثانوية.

هذا الوباء سيعيد صياغة المفاهيم وطريقة التفكير لشكل الحرب والسلم العالميين – الخريطة ليست المنطقة – فالعدو مفقود وغير مرئي والعالم كله يشترك في الحرب، فلا يعرف طرف انحيازه لطرف آخر وبأي اتجاه وعلى أي جبهة يحارب، فعدم الانحياز أو تجنب الحرب ليس خياراً، فالإنسان كائن ضعيف مهما تقدم العلم والتكنولوجيا، فهذا النوع من الأزمات عابر للحدود، فعطسة صيني جالت الكرة الأرضية ويردد صداها الآن آلاف البشر.

إنه لمن دواعي الفخر أن تعتز بجهود الدولة الأردنية ملكاً وحكومة وشعباً فيما تقدمه من إجراءات ودعم على أعلى مستوى وكفاءة في إدارة الأزمة، يشهد لها القاصي والداني، كما ولا يسعنا إلّا أن نتمنى السلامة لكل الذين على خط المواجهة الأول من كوادر طبية وقوات مسلحة ووحدات مساندة بكافة أشكالها.

وأخيراً، لا نمتلك الا ان نعبر عن عشقنا وانتمائنا لثرى هذا الوطن الطاهر وولائنا المطلق للقيادة الهاشمية في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وحبنا الجم لحملة الشعار واعتزازنا بالكوادر الطبية والمساندة وكافة الموارد البشرية في هذا الوطن العزيز وبالغ تقديرنا للشعب الأردني الأصيل–حمى الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً.

رئيسة الاتحاد النسائي الأردني العام

لقراءة المقال في جريدة الرأي