ان الحالة الكلية والجمعية للمصالح الشعبية هي اكثر ماتحتاجه الأحزاب السياسية في برامجها والحكومات في تسيير اعمالها، وهذا لن يكون قابلا للتحقيق الا بصيغة جمعية للفكر الشعبي الكلي والذي يعبر عن الحالة العامة على كل الصعد لذلك يعتبر مفهوم الأدلجة الشعبية إحدى الجوانب الرئيسية في المشهد السياسي الحديث، حيث يظهر كعنصر أساسي يشكل الفارق في سياق الحزبية والتفاعل بين الشعب والحكومة،اذ تعتير الأدلجة الشعبية حالة وسطية غير متوازنة تعني الوسطية بالمجمل قد تتوافق كليا مع البعض وتتعارض كليا مع البعض وتتوافق جزئيا مع البعض الاخر،الا ان اول فائدة نجنيها من الأدلجة التخلص من مشاعر الكراهية والتنمر وعدم الثقة،اذ ان المجتمعات تقبل بالحلول الجزئية.
يعيش العالم في زمنٍ تشهد فيه الساحة السياسية تحولاتٍ جذرية، وتتغير أساليب الحكم والفهم الديمقراطي. في هذا السياق، يبرز مفهوم “الأدلجة الشعبية” كأحد أدوات السياسة الحزبية الحديثة التي تلعب دورًا حيويًا في بناء جسور التواصل بين الحكومة والشعب.
في جوهره، الأدلجة الشعبية تشير إلى التركيز على مصالح وآراء الشعب كقوة دافعة لاتخاذ القرارات السياسية. تعتبر هذه الأداة نافذة تفاعل تمكن الحكومة من فهم تحديات المجتمع وتوجيه سياستها وبرامجها وفقًا لتلك التحديات.
الحزب الناجح هو الذي يخلق حالة دائمة او ثابتة من التفاعل مع الشعب فما بالك اذا استطاع ايجاد مناطق تقاطع بين البرامج الحزبية والفكر الشعبي الاجمالي،الجو التفاعلي مع الشعب يعتبر الحالة المثالية للحزب وهذه لاتتم الا بالأدلجة الشعبية التي تعتبر عملية تفكير لاتتم الا بخلق جو تفاعلي بين الفكر الشعبي والبرامج الحزبية لتتوافق معه جزئيا لتكون مهمته نوع من كسب التاييد يسعى لتغيير وجهات النظر.
تتجلى الأدلجة الشعبية في مجموعة من المعالم التي ترسخ فكراً حديثاً يهدف إلى تحقيق تمثيل فعّال للشعب وتلبية طموحاته.
تعتبر الأدلجة الشعبية وسيلة فعّالة لتعزيز التواصل المباشر بين الحكومة والشعب ويتضمن ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واللقاءات الميدانية لفهم احتياجات وتطلعات الناس وهذا يسهم في بناء جسور قوية بين مراكز صنع القرار والجماهير.
وفي سياق الادلجة الشعبية يعطى الشعب دورا اكبر في صنع القرار حيث تعزز مفاهيم الاستشارة والمشاركة الشعبية ليتم تفعيل دور المواطن كعنصر فعال في تحديد المصير السياسي واتخاذ القرارات الرئيسية.
وتتضمن الادلجة الشعبية كركيزة مهمة من ركائز الفكر الحديث في السياسة الحزبية التركيز على الشفافية ومكافحة الفساد كأدوات لضمان نزاهة العملية السياسية.
ولا ننسى التكنولوجيا كاداة مهمة لتستفيد الادلجة الشعبية منها في تيسير عمليات المشاركة حيث تطلق الحملات والاستفتاءات الالكترونية لاستطلاع اراء الجماهير مما يعزز فهما افضل للديمقراطية الحديثة وترتكز الادلجة الشعبية على قاعدة المساواة وحقوق الانسان حيث يعكس الفكر الحديث في السياسة الحزبية رغبة في خلق مجتمع يحترم ويعترف بحقوق جميع الافراد دون تمييز.
واخيرا يمكن رؤية الادلجة الشعبية كمفهوم حديث يسعى الى تحقيق تفاعل اكبر بين الحكومة والشعب مما يعزز مسيرة التنمية والديمقراطية حيث يتطلب هذا التفاعل تبني افكار متقدمة في سياق الحزبية لتلبية تطلعات مجتمع متغير ومتطور.
لقراءة المقال في جريدة الرأي