تَتَعَالَى أَصْوَاتَ بِالْإِجْمَاعِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ مُشَارَكَةِ اَلْمَرْأَةِ فِي مَرَاكِزِ صُنْعِ اَلْقَرَارِ وَلَاسِيَّمَا اَلْبَرْلَمَانُ وَنَحْنُ عَلَى دِرَايَةٍ كَامِلَةٍ بِأَنَّنَا فِي اَلْأُرْدُنِّ قَطَعْنَا شَوْطًا فِي هَذَا اَلْمَجَالِ وَمِنْ خِلَالِ تَخْصِيصِ مَقَاعِدَ لِلنِّسَاءِ بَعْدَ مُسَلْسَلِ اَلْفَشَلِ اَلَّذِي لَازَمَ اَلْمَرْأَةَ اَلْأُرْدُنِّيَّةَ فِي اَلْوُصُولِ لِلْبَرْلَمَانِ عَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ اَلْمُشَرِّعَ اَلْأُرْدُنِّيَّ سَمَحَ لَهَا بِالتَّرَشُّحِ وَالِانْتِخَابِ عَامَ 1974 إِلَّا أَنَّهَا فَشِلَتْ فِي اَلْوُصُولِ لِقُبَّةِ اَلْبَرْلَمَانِ فِي عَامِ 1989 تَرَشَّحَتْ 12 سَيِّدَةٍ لَمْ نَفُزْ أَيًّا مِنْهُنَّ وَفِي اَتْخَابَاتْ 1993 فَازَتْ وَاحِدَةً عَنْ مَقْعَدِ اَلشَّرْكَسِ وَفِي 1997 لَمْ تَفُزْ إِيهْ سَيِّدُهُ لِذَلِكَ قَامَ اَلْمُشَرِّعُ اَلْأُرْدُنِّيُّ وَفِي قَانُونِ اَلِانْتِخَابِ اَلْمُعَدَّلِ فِي 2001 بِتَخْصِيصِ كُوتَا أَيِّ حِصَّةٍ مِنْ اَلْمَقَاعِدِ لِلسَّيِّدَاتِ كَانَتْ وَقْتَهَا 6 مَقَاعِدَ بِالْإِضَافَةِ لَحِقَهَا فِي اَلتَّنَافُسِ وَتَمَّتْ زِيَادَةٌ فِي 2010 إِلَى 12 مَقْعَدِ وَبَعْدَهَا بِعَامَيْنِ تَمَّتْ زِيَادَةَ اَلْكُوتَا إِلَى 15 مَقْعَدٍ بِإِضَافَةِ اَلْبَوَادِي اَلثَّلَاثِ طَامِحِينَ لِزِيَادَتِهَا إِلَى 23 حَسَبِ عَدَدِ اَلدَّوَائِرِ مَعَ اَلتَّأْكِيدِ بِأَنَّهَا خُطْوَةٌ عَلَى اَلطَّرِيقِ اَلصَّحِيحِ وَتَدْخُلُ ضِمْنَ اَلتَّمْيِيزِ اَلْإِيجَابِيِّ لِصَالِحِ اَلْمَرْأَةِ بَعْد تَجَارِبَ مَرِيرَةٍ وَسَنَوَاتٍ مِنْ اَلْإِقْصَاءِ وَالتَّهْمِيشِ مَعَ ضَرُورَةِ اَلِانْتِبَاهِ أَنَّ لَاتِتَحُولْ اَلْكُوتَا إِلَى إِطَارٍ نِهَائِيٍّ لِحَرَكَةِ تَقَدُّمِ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلشَّأْنِ اَلسِّيَاسِيِّ وَاعْتِبَارِهَا مَرْحَلَةً مُؤَقَّتَةً وَانْ طُمُوحَهَا لَايْقَفْ عِنْدَ حَدِّ تَخْصِيصِ كُوتَا لِلنِّسَاءِ بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ حَافِزًا لِتَحْقِيقِ اَلْمُشَارَكَةِ فِي كَافَّةِ اَلسُّلُطَاتِ وَأَجْهِزَةِ اَلدَّوْلَةِ .
وَمِنْ هُنَا لَا بُدَّ مِنْ اِتِّخَاذِ إِجْرَاءَاتِ عَمَلِيَّةٍ لِتَجْوِيدِ اَلتَّمْثِيلِ اَلنِّسَائِيِّ فِي اَلشَّأْنِ اَلسِّيَاسِيِّ مِنْ خِلَالِ إِخْضَاعِ مِنْ وَصَلْنَ فِعْلاً عَبْرَ اَلْكُوتَا لِلتَّدْرِيبِ وَالتَّأْهِيلِ اَلْبَرْلَمَانِيِّ وَالسِّيَاسِيِّ وَذَلِكَ لِصَقْلِ خِبْرَاتِهِنَّ وَضَرُورَةِ اَلْعَمَلِ اَلْمُسْتَمِرِّ مِنْ أَجْلِ تَزْوِيدِهِنَّ بِالْمَعَارِفِ وَمَهَارَاتِ اَلْحَيَاةِ اَلسِّيَاسِيَّةِ وَالتَّأْكِيدِ عَلَى أَنَّ مُشَارَكَةَ اَلْمَرْأَةِ لِلْفَوْزِ خَارِجِ نِطَاقِ اَلْكُوتَا مُرْتَبِطٌ بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ بِوُجُودِ قَانُونٍ اِنْتِخَابِيٍّ عَصْرِيٍّ يُسَهِّلُ وُصُولَ اَلْمَرْأَةِ إِلَى اَلْبَرْلَمَانِ بَعِيدًا عَنْ هَيْمَنَةِ اَلرَّجُلِ كَوَّنَ اَلتَّعْوِيلُ عَلَى تَنْمِيَةٍ سِيَاسِيَّةٍ نَابِعَةٍ مِنْ ثَقَافَةٍ سِيَاسِيَّةٍ مُجْتَمَعِيَّةٍ سَائِدَةٍ فِي اَلْوَقْتِ اَلرَّاهِنِ صَعْبٍ بِجَمِيعِ اَلْمَقَايِيسِ .
كَمَا لَا نَنْسَى أَهَمِّيَّةُ دَوْرِ اَلْإِعْلَامِ فِي إِنْصَافِ قَضَايَا اَلْمَرْأَةِ وَمَالِهِ مِنْ دَوْرٍ هَامٍّ وَبَارِزٍ فِي تَغْيِيرِ اَلصُّورَةِ اَلسَّلْبِيَّةِ اَلسَّائِدَةِ فِي اَلْمُجْتَمَعِ عَنْ مُشَارَكَةِ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلسِّيَاسِيَّةِ وَبِالتَّالِي تَغْيِيرُ اَلْأَنْمَاطِ اَلسُّلُوكِيَّةِ لِلْمُجْتَمَعِ بِشَكْلٍ إِيجَابِيٍّ نَحْوَ تَقَبُّلِ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلشَّأْنِ اَلْعَامِّ ، كَمَا لَا بُدَّ مِنْ تَطْوِيرِ اَلْوَعْيِ اَلسِّيَاسِيِّ وَالثَّقَافِيِّ وَالْمِهْنِيِّ لِلنِّسَاءِ اَلْإِعْلَامِيَّاتِ وَالْقِيَادَاتِ اَلنِّسَائِيَّةِ لِيَكُنْ قَادِرَاتٌ عَلَى إِيصَالِ اَلرِّسَالَةِ اَلْإِعْلَامِيَّةِ لِلْمَرْأَةِ وَاَلَّتِي مِنْ شَأْنِهَا تَغْيِيرَ اَلنَّظْرَةِ مِنْ مُشَارَكَةِ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلْعَمَلِيَّةِ اَلسِّيَاسِيَّةِ .
أَمَّا إِذَا أَرَدْنَا نَشْرُ وَتَجْذِيرُ مَفْهُومِ اَلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ بِمَفْهُومِهَا اَلشَّامِلِ وَكَمَا أَرَادَهَا جَلَالَةُ اَلْمَلِكِ عَبْدِ اَللَّهْ اَلثَّانِي بْنْ اَلْحُسَيْنْ مَرْكَزًا جَلَالَتُهُ عَلَيْهَا فِي أَوْرَاقِهِ اَلنِّقَاشِيَّةِ وَفِي خِطَابِ جَلَالَتِهِ اَلْمُسْتَمَرْلَلْحَكُومَاتْ وَكَتَبَ اَلتَّكْلِيفُ اَلسَّامِي وَالتَّأْكِيدُ عَلَى أَنَّ اَلدِّيمُوقْرَاطِيَّةَ مَنْظُومَةً تَرْبَوِيَّةً مُتَكَامِلَةً تَبْدَأُ مِنْ اَلْأُسْرَةِ إِلَى اَلْمَدْرَسَةِ إِلَى اَلْجَامِعَةِ وَالتَّأْكِيدِ عَلَى إِدْخَالِ مَفَاهِيمِ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَحُقُوقِ اَلْمَرْأَةِ اَلسِّيَاسِيَّةِ فِي اَلْمَنَاهِجِ اَلتَّعْلِيمِيَّةِ فِي كَافَّةِ اَلْمَرَاحِلِ وَإِدْمَاجِ تَجْرِبَةِ اَلْبَرْلَمَانِيِّ اَلصَّغِيرِ فِي اَلْمَدَارِسِ لِلتَّأْهِيلِ اَلسِّيَاسِيِّ فِي اَلْمُسْتَقْبَلِ لِلذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَتَرْسِيخِ قِيَمِ اَلْمُوَاطَنَةِ اَلصَّالِحَةِ وَتَعْلِيمِهِمْ اَلسُّلُوكِ اَلسَّوِيِّ الذي يجب ان يستخدم فِي اَلِانْتِخَابَاتِ لِتَنْمِيَةِ اَلثَّقَافَةِ السياسيه عَبْرَ اَلْأَجْيَالِ لِيَكُونَ نِتَاجُهُ جِيلاً واعيا مُثَقَّفًا سِيَاسِيًّا ومجتمعيا يعول عليه نهضة الامه بكل المقاييس
- رَئِيسَةَ اَلِاتِّحَادِ اَلنِّسَائِيِّ اَلْأُرْدُنِّيِّ اَلْعَامِاح «البيروقراطية» لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
لقراءة المقال في جريدة الدستور
لقراءة المقال في موقع عمون